فين ماكنبغي نتعرررى لراجلي كيقولي تغطاي شيطان غدار
- "تغطاي… راه شيطان غدار."
كنت فالأول كنفكرها غير مزحة، ولا يمكن عادة جابها معاه من تربية قديمة. ولكن مع الوقت، بدات الكلمة كتتغلغل في قلبي، كتدير شرخ صغير فثقتي، وكبرت معايا بحال جرح ما كيبراش.
ليالي بزاف، كنت كنوجد لراسي، كنلبس لباس خاص، نزين شعري ونرش
العطر، ونبغي نكون ليه أنا… المرأة اللي اختارها وشاركتو حياتها. غير هو، فاش كيبدا
يشوفني كنحاول نتحرر من طبقات الحشمة والحياء، كيرجع يقولها بنبرة جادة:
- "لا… تغطاي. الشيطان غدار."
بديت كنحس براسي محبوسة. بحال إلا جسدي ما بقاش ملكي، حتى قدام راجلي اللي من المفروض يكون هو المرفأ ديالي. بديت نسول راسي: واش المشكل فيه ولا فيا؟ واش الحب اللي بيناتنا كافي باش يكسر هاد الجدار اللي بناتو كلمة وحدة؟
- فمرة، ماقدرتش نسكت. قلت ليه:
– "علاش ديما كتقول هاد الكلمة؟
واش أنا الشيطان اللي خايف منو؟"
سكت. بان عليه الحرج، ولكن جاوبني بصوت منخفض:
– "أنا كنخاف عليك… كنخاف من ضعفي، ومن ضعفك، ومن نزوات ما نقدرش نتحكم فيها."
تسمرت فبلاصي. هاد الجواب قلب كياني. فهمت أنو ماشي أنا اللي
ماعنديش قيمة عندو، ولكن هو اللي باقي أسير خوف قديم، صورة رسخوها فيه على الجسد وعلى
الرغبة: أن الرغبة حرام، وأن العري باب يفتح على خطايا.
من داك النهار، وليت كنشوفو بعين أخرى. وليت كنعرف أنو كيصارع
بين حبّو ليا، ورعبو من الشيطان اللي كيصورو ليه فمخيالتو.
ولكن واش الحب وحدو يكفي؟ بديت كنكتب ليه رسائل، نحطها حدا وسادتو.
نحكي ليه فيهم أن الجسد ماشي عار، أن العري ماشي خطيئة بين زوجين، وأن الشيطان الحقيقي
هو الخوف اللي كيسرق منّا لحظات الدفء.
بشوية بشوية، بدا يتبدل. وليت كنسافر معاه فالكلمات، فالأحلام
الصغيرة، فالأمان اللي كنصنعوه بجوج. مازال كيعاود نفس العبارة أحياناً، ولكن الفرق
أنو اليوم كيضحك وهو كيقولها، وكيدنّي لعندو كثر.
مرحبا بتعليقاتكم وارائكم على موقع اسمع حكايتي سعداء بالاجابة عليها.